مع انشغال بكين في اعادة عجلة الاقتصاد الى الحركة بعد انتهاء ازمة كورونا , هناك تهديد اقتصادي قديم ولكنه متجدد و لم يستحوذ على الاهتمام الاعلامي وهو ما يسمى بـ"هجرة الأدمغة" المتمثل بمغادرة رجال الأعمال الأثرياء من ذوي المؤهلات العالية البلاد بشكل ملحوظ على مدى نصف العقد الماضي.
لقد انتقل حوالي 9000 من الأفراد ذوي الثروات العالية (الأشخاص الذين تزيد ثرواتهم عن مليون دولار ) من الصين سنويا خلال معظم العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفقا للبيانات التي جمعتها صحيفة وول ستريت جورنال.
ولكن منذ عام 2018، ازدادت وتيرة الهجرة مع هجرة المزيد من المليونيرات الصينيين ـ ومن المتوقع أن يغادر 13500 آخرين البلاد هذا العام، وفقا لتقديرات الشركتين الاستشاريتين هينلي آند بارتنرز ونيو وورلد ويلث.
ليس من الصعب أن نفهم سبب فرار الأثرياء من الصين , ففي السنوات القليلة الماضية، اتخذ الرئيس شي جين بينغ إجراءات صارمة ضد الشركات، واستهدف أفرادًا بارزين مثل مؤسس علي بابا جاك ما، وطرح لوائح صارمة قضت على أكثر من تريليون دولار من القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا الكبرى المحلية.
يقول ريتش نوزوم وهو كبير استراتيجيي الاستثمار في ميرسر( شركة أمريكية لإدارة الأصول) لـ Insider : إن قيود الإغلاق الصارمة في البلاد والضائقة الاقتصادية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى زيادة الهجرة بين أصحاب الملايين.
و قال : "لقد تزايد تدفق المواهب المالية الشابة الى خارج الصين - والآن لدينا مواطنون صينيون ولدوا في الصين يغادرون البلاد للحفاظ على أموالهم من خلال تأسيس شركات ناشئة في أماكن أخرى".
وأضاف: "إنهم يتجهون إلى أمريكا الشمالية أو أوروبا الغربية للحصول على مزيد من الاستقرار السياسي وما يعتبرونه فرصًا أفضل لهم ولأطفالهم".
إن هجرة الأدمغة هي في أغلب الأحيان أخبار سيئة بالنسبة لأي بلد، حيث تحرم اقتصادها من محرك رئيسي للنمو.
قبل عامين فقط، كان المتنبئون يروجون للصين كمركز مستقبلي للابتكار بسبب العدد المتزايد من الشركات الناشئة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات الموجودة هناك - لكن بكين ستفقد هذه الميزة إذا لم تتمكن من منع رجال الأعمال الأثرياء من اختيار الانتقال إلى الغرب.
وقال نوزوم : إن هجرة الأدمغة "أمر مروع بالنسبة للاقتصاد، فأنت بحاجة إلى قادة لدفع اقتصادك إلى الأمام و ليس العكس".
و أنهى قائلا : "إذا غادر أحد رواد الأعمال، أيًا كان فلا مشكلة في ذلك , ولكن إذا انتقل عشرات أو مئات الآلاف عبر الحدود، فهذه مشكلة كبيرة"
ترجمة : فريق هوت ستورس
المصدر :Businessinsider